نعلم جميعًا مدى أهمية الأشجار في الطبيعة والنظام البيئي. دورهم في الغابات مهم للغاية ويضمن استمرارية الحياة على الأرض. لكن ما قد لا يعلمه البعض، هو فائدة أنواع معينة من الأشجار في إنتاج العطور. إذا كان خشب الأشجار موجه في الأساس للبناء، فإن البعض منه يستخدم كمواد أولية لتصنيع العطور. هذا هو الحال مع هذا الخشب الثمين، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في عالم العطور. دعنا نكتشف خصوصيات وأسباب استخدام خشب الصندل في صناعة العطور.
خشب الصندل خشب عطري يأتي من أنواع معينة من الأشجار تنمو في آسيا. أصله من الهند، النيبال، هاواي و كاليدونيا الجديدة. مع وجوده منذ أكثر من 4000 عام ، يُعرف خشب الصندل بمقاومته العالية للحشرات والعفن، و يحتفظ برائحته حتى بعد عقود.
هناك ثلاثة أنواع من أشجار الصندل. هذه تنتمي إلى جنس “سانتالوم” وتنتج أخشابا ذات جودة مختلفة عن بعضها البعض. يبلغ ارتفاع هذه الأشجار من 8 إلى 12 مترًا، ويمكن أن تعيش حتى قرن من الزمان.
سانتالوم ألبوم : يتواجد موطن هذه الشجرة في النيبال، ومن هنا اسمها الثاني : خشب الصندل النيبالي. الخشب التي تنتجها صندل الألبوم هو من نوعية عالية و زيتها الأساسي مبحوث عنه و مكلف للغاية. تصنفها حكومة نيبال على أنها من الأنواع المهددة بالانقراض، وتواجه هذه الشجرة العديد من عمليات القطع الغير قانونية من المتاجرين الذين يستغلون سمعتها لتحقيق أرباح مترفة.
سانتالوم اليبتيكوم : يأتي هذا في المرتبة الثانية من حيث الجودة مقارنة بخشب الصندل النيبالي. يُعرف أيضًا باسم صندل هاواي ، و هو لا يزال مطلوبًا و يستخدم لرائحته الزكية .
سانتالوم سبيكاتوم : بديل لخشب الصندل النيبالي. موطنه أستراليا وينتج زيتا أساسيا بمكونات وجودة تختلف عن الأنواع الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن أفضل جودة لخشب الصندل هي تلك التي ينتجها سانتالوم ألبوم في منطقة ميسور في الهند. رائحته أقوى وتركيبه الكيميائي غني جدا. وهذا ما يفسر تفوقها على الأنواع الأخرى من الأخشاب. لكن لسوء الحظ ، يكاد يكون من المستحيل العثور على صندل ميسور اليوم. يهدف إنتاجه إلى تلبية احتياجات السوق المحلية في الهند فقط، كما أن تصديره محدود للغاية ويتم تنظيمه بإحكام من قبل الحكومة الهندية. لهذا السبب تستعمل بعض العطور خشب الصندل الأسترالي لاستبداله، ولكن رائحة هذا الأخير مختلفة عن رائحة صندل ميسور.
خشب الصندل ، المسمى أيضًا “خشب الصندل الأبيض“، مادة أولية ذات استخدامات متعددة. قبل استخدامه في صناعة العطور، كان مستعملا في الطب الهندي التقليدي، ولا يزال يتم وصفه للأغراض العلاجية حتى اليوم.
إذا كان الاندفاع نحو المنتجات الطبيعية قد ازدهر في السنوات الأخيرة، فقد استفادت بعض مناطق العالم من فضائل الطبيعة قبلنا بفترة طويلة، واستخدمت خشب الصندل بعد اكتشاف فوائده الصحية. استعمله الهنود لعلاج أمراض المعدة و لخصائصه المضادة للالتهابات.
و مع تقدم البحوث وتحليل مكوناته ، أكد الطب الحديث فوائده للعديد من الأمراض الأخرى. في الواقع ، يمكن استخدام الزيت العطري لخشب الصندل الممزوج بمواد أخرى على الجلد لتخفيف آلام المفاصل والعضلات. روائحه مهدئة، وتساعد على مكافحة القلق .
خشب الصندل خشب عطر جدا ذو روائح خشبية، دافئة ومهدئة. رائحته مقاومة لدرجة أن عددا قليلا من المباني النادرة المصنوعة من خشب الصندل واحتفظت برائحتها لعدة سنوات.
في البداية، تم استخدامه على شكل بخور : يتم تقطيع خشب الصندل إلى قطع صغيرة وحرقه بحيث يطلق وجهه الدخاني والدافئ. في الجزء الأوسط من الشجرة هو الأكثر عطر .
بمرور الوقت، تم إيلاء المزيد من الاهتمام لزيتها العطري. يتم الحصول على مستخلص الصندل بعد تقطير الخشب، وهو سائل أصفر مخفف في الكحول لجعله مادة عالية الجودة للعديد من العطور. تم العثور على آثار من خشب الصندل في العطور الهندية القديمة .
زيتها الأساسي يقدم لنا نوتات لينة، خشبية طويلة الأمد. يحتوي تركيبه الكيميائي بشكل أساسي على “السانتالول” بصحبة العديد من الجزيئات الأخرى. كلما زادت كمية “السانتالول”، زادت جودة الزيت العطري. من ناحية أخرى، يستغرق الأمر حوالي ثلاثين عامًا في المتوسط قبل التمكن من استخراج الزيت العطري من شجرة الصندل.
اشتهر خشب الصندل منذ اكتشافه في صناعة العطور الشرقية ، وانتظر عدة قرون قبل أن يشق طريقه إلى العالم الغربي. في الفترة ما بين القرنين الثامن والخامس عشر، أدخله العرب الموجودون في الأندلس (جنوب إسبانيا) إلى أوروبا.
ولكن على الرغم من ذلك، ظل استخدامه قليلا حتى القرن التاسع عشر عندما شهد ازدهارًا في العطور الحديثة. حاليا، العديد من المواد الاصطناعية مثل “البولي سانتول” أو “الساندالور” تستنسخ رائحة خشب الصندل لتعويض ندرته، ولكن هذه الأخيرة لا يمكن إلا أن تعزز الرائحة الطبيعية لخشب الصندل في العطور دون القدرة على استبدالها.
إذا كانت روائح خشب الصندل تشكل أساس العديد من العطور اليوم، فلأنها تتميز بالدفء الذي يغلفها .
يستخدم خشب الصندل كنوتة خاتمة أو نوتة قلب في العطور. لديه مقاومة قوية، الأمر الذي يجعل من العطور أكثر إثارة للانتباه. تمنحك مكوناته الخشبية العطرية لحظة رائعة تدعوك لأخذ حقيبة الظهر الخاصة بك والبدء في نزهة حسية مثيرة، واكتشاف رائحة الغابات الهندية.
يجعلك جانبه الدخاني والشديد تشعر باسترخاء غير مسبوق لمساعدتك على تخفيف الضغط. لا شيء أفضل من هذا لإنهاء يوم متعب في العمل.
منذ أول استخدام لخشب الصندل في صناعة العطور، ظل احتكار الرجال له قائما لفترة طويلة. إن ارتباطه بالنوتات الخفيفة جعل الروائح أكثر رجولة و عزز جانبه الخشبي العطور المخصصة للرجال وأبرز جانبها “الذكوري”. لقد أكسبته هذه الحدة شهرة أبقته تحت حكم الرجال لسنين.
هل تجربة مزيج من الخشب والأزهار يشكل تحديًا محفوفًا بالمخاطر؟ ليس حتما، نجحت دار العطور “غيرلان” في صنع العطر الأنثوي الأول الذي يحتوي على جرعة جيدة من خشب الصندل في تركيبته. المزج بين نوتات الياسمين و زهر الايلنغ مع دفئ خشب الصندل سمح بتصميم تحفة عطرية متميزة.
سفير فانيلا : عطر يمزج نضارة البرغموت، و حلاوة الفانيليا وقوة خشب الصندل.
فانيلا الكانتارا : زجاجة تتميز بتكوينها. أزهار البرتقال ترحب بك بسعادة وتمكنك من التمتع بكثافة خشب الصندل، قبل أن ينتهي هذا العطر على لمسة من الفانيليا.
فيما يلي توصيتنا لبعض العطور المتخصصة للجنسين التي صنعناها لك من خلال وضع كل خبرتنا فيها.
تم إطلاق علامة Les Fleurs Du Golfe ، التي تأسست في عام 2016 ، بهدف واضح: إبراز أفضل الروائح من الشرق.
توصيل مجاني في جميع أنحاء فرنسا عبر الطلبات التي يتم شحنها خلال Colissimo .
